وكالة انباء فيلي نيوز
ساحة السباع ساحة صغيرة تقع في منطقة عمالية معروفة تتوسطها اربع اسود كل اسد يواجه احد الاتجاهات صنعه خلال الأربعينيات فنان روسي يدعى ألكسندر بمادة الإسمنت بواسطة قوالب جاهزة ، ولهذا سميت بساحة السباع ، يحيط بهذه الساحة سياج حديدي صنعه الحدادين انفسهم مما اعطاه بهجة وجمال التراث العراقي .يحيط بهذه الساحة العشرات من محلات الحدادة تعلوها شقق سكنية قديمة غالبا” ما يسكنها العمال العاملين بهذه الساحة . اطلق على هذه الساحة بـ ( عاصمة الحدادين ) في بغداد ، ونعني بها ( ساحة السباع ) التي تتوسط شارع الشيخ عمر ، على جانبيها تقع محلات الحدادين وورش عملهم التي تزدحم بمختلف الادوات كالمطارق الثقيلة والخفيفة والكلابات والمقصات و( الجواكيج ) وما اليها من ادوات تستخدم في مهنة الحدادة اليدوية وصناعة الأبواب والشبابيك الحديديةوغيرها .ساحة السباع شاخصة حتى الان كدلالة تراثية ومحلة تراثية من محلات الجانب الشرقي من بغدادالقديمة الواقعة بين محلتي ابو شبل و ( قرة شعبان ) وشهدت هذه الساحة في 14 نيسان / 1948 أنعقاد المؤتمر الطلابي الأول في تأريخ العراق بحضور المئات من ممثلي الطلاب والطالبات واعضاء وممثلي لجان الثانويات والكليات والمعاهد العالية ، ومن كل محافظات البلاد، عربا وكورداً و تركماناً ، من مسلمين سنة وشيعة، ومن مسيحيين وصابئة وايزيديين، وبحضور العديد من وجوه البلاد السياسية والثقافية والأجتماعية ، وبحماية سواعد العمال الأبطال من عمال وكسبة وفقراء منطقة الشيخ عمر الصناعية وليعلنوا عن تأسيس المنظمة الطلابية المجيدة ( الأتحاد العام لطلبة العراق ) وتغير الأسم بعد ثورة 14 تموز الى ( أتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية ) ، الذي صار اسمه راية نضالية وتحت هذا الأسم عملت أجيال متعاقبة من أبناء الشعب ودخلوا معترك النضال من اجل حقوق الطلبة والشباب. وافنى المئات شبابهم وهم يعملون تحت رايته في الدفاع عن حقوق الطلبة في التعليم الديمقراطي والحياة الكريمة وضمان الحق في حرية التعبير عن الرأي كما وقدم العشرات من الشهداء خلال مسيرته النضالية . والفنان الروسي الكسندر .. الذي نحت هذه التماثيل والتي اصبحت إرثاً وطنياً احد الشخصيات التي اصبح لها دور في المجتمع العراقي والبغدادي بشكل خاص كان بارعا ومتفوقا ونابغا في مجالات عدة ابرزها النحت واقامة النصب والتماثيل…. قام بتصميم وتنفيذ عدد من النصب والتماثيل الجميلة وضعها في اماكن بارزة من مدينة بغداد شكلت حدثاً مهماً واثارت اعجاباً كبيراً من قبل اهالي بغداد واصبحت من المعالم والظواهر الشاخصة التي كانت تزين شوارع بغداد والساحات البارزة في مركز المحافظة مطلع القرن الفائت وابرزها التماثيل التي كانت قائمة في ساحة (السويدي) الشهداء حالياً جانب الكرخ وساحة السباع التي بقت من اشهر المعالم التي قام بتصميمها وتنفيذها وبقيت خالدة خلود مدينة بغداد العظيمة.
#فيلي_نيوز