وكالة أنباء فيلي نيوز
عند الحديث عن الكرد لابد أن نستذكر الكثير من المآسي والمذابح التى تعرضت لها هذه القومية، وعند ذكر المآسي سيتبادر إلى الذهن مجازر حلبجة والأنفال التى نفذها النظام العراقي بحق الكرد العراقيين. كما سيتبادر إلى الذهن مجزرة درسيم أحد أسوء مجازر النظام التركي بحق الكرد بشمال كردستان، أو احتلال عفرين أو أحداث سنجار بحق الكرد الايزيديين. مجازر كثيرة يستذكرها الكرد سنويا ولكن رغم كثرة هذه المجازر هناك أحداث ومآسي فى التاريخ الكردي ربما لا يذكرها أحد حتى الكرد أنفسهم، ربما لأنها وقعت بحق أحد طوائف الكرد أو بمعني ادق وقعت بحق الكرد الفيليين أو الشيعة الكرد تحديدا دون غيرهم. وتعرض الفيليين لاضطهاد ممنهج في عهد صدام حسين بين عامي ١٩٧٠ و ٢٠٠٣ حيث شن نظام البعث حملات لترحيلهم ونفيهم من أراضي أجدادهم في العراق. كما تم حرمانهم من الجنسية العراقية واعتبارهم إيرانيين. ولتسيلط الضوء أكثر على مجزرة الفيليين ومآسيهم، أجرت الشمس نيوز حواراً مع ماهر الفيلي الامين العام للجبهة الفيلية. وجاء نص الحوار كالتالي:
- ماذا حدث للفيليين منذ 41 عام، ما المناسبة التي تستذكرونها هذه الأيام؟
- عام 1980 أصدرت وزارة الداخلية العراقية قراراً ينص على تهجير الكرد الفيلين واسقاط الجنسية العراقية عنهم، كما وتم تهجير مايقارب مليون شخص، إضافة إلى مصادرة أملاكهم وحجز الكثير من الشبان البالغة أعمارهم سن الـ14 إلى 60سنة، فيما بعد اختفى ما يقارب “21000” واحد وعشرون ألف شاباً ولم يُعرف مصيرهم أو دعنا نقول لا نعلم الطريقة التي اعدموا بها كما تفنن النظام المباد في إخفاء الضحايا الكرد الفيليين، وهدم مناطقهم بالكامل، وكذلك تم إغراء الرجال بمبلغ مالي مقابل الانفصال عن المرأة الفيلية.
- لماذا لم تحظي هذه الواقعة بالإهتمام حتى لدى الكرد أنفسهم ؟
- لقد وثقنا باخواننا الكرد وكان لنا أمل أنهم يأخذون على عاتقهم “مظلومية الكورد الفيليين” لكن للأسف لم ينصفونا، وبعد رحيل مام جلال أصبحت القضية الفيلية مهمشة من السياسيين الكرد ورغم أن المحكمة الجنائية العليا فى العراق اعتبرت قضية الفيليين إبادة جماعية وأصدرت قرارات بذلك لكن معظم هذه القرارات لم تطبق أو تجد طريقها لأرض الواقع.
- هل حقاً الكرد الفيليين منبوذين وسط الكرد أنفسهم؟
- لا؛ وللعلم أكثر القيادات كانت من الكرد الفيلين في الأحزاب الكردية، لكن ابعادهم عن قضيتنا حصل بعد اهتمامهم بمصالحهم الشخصية وتناسوا أن الكرد الفيلين هم جزء أساسي من القضية الكردية.
- البعض يقول أن الكرد الفيليين يعيشون مأساة حيث يصنفهم الإقليم كعرب فى حين تنظر لهم بغداد ككرد، كيف ترون ذلك؟
- نعم ينظر إلينا البعض داخل الإقليم بأننا شيعة، وبغداد تعتبرنا كرد، لقد ظلمنا مرتين من قبل الأنظمة السابقة لكوننا كرد وكوننا شيعة رغم أننا دافعنا عن الكرد وعن الشيعة وقدمنا شهداء، وخصوصا اخواننا الكرد بعد استلامهم السلطة والالتفاف إلى مصالحهم تناسوا اخوانهم الفيليين ومأساتهم برايك ..لماذا يحدث معكم ذلك ؟
- لأننا محسوبين على الطرفين، وكلا الطرفين يريد منا ان ننسلخ من أحدي الهويتين الكرد يريدون أن نكون كردا فقط، والشيعة يقولون أن شيعة فقط، وكلا الطرفين نسي أن لهم أيضا مذاهب مختلفة ويحتفظون بتقاليدهم وانسابهم.
- هل يمكننا القول أن الفيليين ضحية الخلاف بين بغداد وأربيل ؟
- نعم
- لماذا استمر الظلم والتجاهل بحق الفيليين على الرغم من تعدد الحكومات العراقية والبرلمانات؟
- كان هناك إنصاف بعد سقوط النظام البعثي وأيضاً في بعض البرلمانات السابقة، حصلنا على مكتسبات لكن الصراع بين الأحزاب المتسلطة، أدى إلى حرمان الفيليين من الشراكة الحقيقة في المسار السياسي والدليل لحد هذه اللحظة لم تُعمر مدننا، وتطورت الصراعات على مناطقنا التى سميت بـ “المناطق المتنازع عليها”، ومناطقنا تمتد من منطقة ميدان في دربند خان الكردستانيه أي من جنوب كردستان إلى شمال البصرة.
- كم عدد الكرد الفيليين في العراق؟
- مايقارب مليونين ومع الدول الأخرى أكثر من ٤ مليون.
- ألا يوجد وعاء سياسي جامع لكم؟
- نحن لا نثق بالسياسة الموجودة، لذالك قمنا بتأسيس أول حزب فيلي رسمي في سنة 2017 للمشاركة في العملية السياسية بالعراق كمستقلين. وبعد صدور قانون الأحزاب العراقية لسنة ٢٠١٥ بادرنا لاستكمال اجرائتنا القانونية وحصلنا على إجازة الحزب.، وشاركنا في الانتخابات السابقة لمجلس النواب في أربعة محافظات بغداد وديالى وواسط وكركوك، والآن نحن مستعدين لخوض الانتخابات البرلمانية القادمة.
- هل مسموح في العراق بتشكيل أحزاب على أساس ديني وقومي فقط ؟
- كوننا محسوبين على الأقليات والعراق بلد مكونات..تم تسجيل حزبنا على الأقليات العراقية
- وما أهدافكم من دخول البرلمان، ما برنامجكم في الانتخابات القادمة؟
- أهدافنا سن قوانين وتشريعات لاسترجاع حقوقنا المسلوبة وإعمار مناطقنا المدمرة والنهوض بشعب تعرض للابادة الجماعية والمشاركة الوطنية كقوة سياسية وطنية عراقية مستقلة حيث أننا غير متحالفين مع أي طرف.
- هل تتواصلون مع القيادات الكردية بالاقليم، وما موقفهم من قضيتكم؟
- نعم؛ قامت بعض القوى السياسية بزيارتنا وتوصلنا الى بعض التفاهمات حول قضيتنا وأكدوا على فتح قنوات تواصل. وماذا تم بعد ذلك ؟
- نتأمل خيراً وبانتظار مناقشتهم في الإقليم.
- كيف ترون الحل للقضية الكردية ؟ وما موقفكم من الزعامات الكردية الموجودة على الساحة؟
- الشعب الكردي شعب أصيل ويستحق العيش الكريم واعتقد أنهم الآن بحاجة إلى ترتيب أوراقهم أكثر، وزعامتهم لديهم قدرة سياسية رائعة، ونتمنى لهم كل التوفيق ولجميع القادة العراقيين الوطنيين النجاح والموفقية في خدمة الشعب العراقي بكل أطيافه ومكوناته.
- كيف تنظرون لـ أوجلان وما رؤيتكم لمشروع الإدارة الذاتية بشمال سوريا؟
- أوجلان قائد عظيم ورجل ضحى من أجل شعبه وناضل لايصال الكرد إلى استقلالهم ورفع الظلم عنهم، ونتمنى للإدارة الذاتية بشمال سوريا أن يعيشوا بأمن وأمان وأن تستمر مسيرتهم لنيل حقوقهم الكاملة.