وكالة أنباء فيلي نيوز
منذ أكثر من قرن تحتفل البشرية باليوم العالمي للمرأة، وهو اليوم الذي خرج فيه عدد غفير من النساء بمدينة نيويورك في الولايات المتحدة، بمسيرة احتجاجية للمطالبة بتقليل ساعات العمل والمساواة مع الرجل وتحسين الأجور والحصول على الحق في التصويت في الانتخابات، وقد جاء هذا الاحتفال على اثر انعقاد مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي في باريس عام 1945 الذي تقرر أن يكون يوم 8 آذار عيداً للمرأة يحتفل به سنويا، للتذكير بأهم الانجازات التي حققتها المرأة في مسيرتها النضالية من أجل المساواة مع أخيها الرجل والتكافؤ بين الجنسين في فرص العمل والأجور وتمكينها في الحياة العامة، لخلق عالم أفضل وحياة يعمها الأمن والأمان وتعزيز قيم السلام والتسامح بين الشعوب.
لقد عانت المرأة من التمييز في الحقوق والحريات ومن حق التعليم ومن أشكال متعددة من العنف الجسدي والاضطهاد النفسي الذي يمارس ضدها. ومن عدم تمتعها بحقوقها المدنية الأساسية في اختيار الزوج وفي الطلاق وحقوقها في الميراث تلك الحقوق التي يقررها الرجال بمعزل عن مشاركة المرأة، وفي بلادنا لا تزال أشكال متعددة من التمييز والاضطهاد وسلب الحقوق والسلوك الشائن في تعنيف المرأة بل ومنعها في أن تمارس حياتها ككائن بشري في ظل تسيد منظومة من الأفكار الظلامية وضعت المرأة في خانة التابع الدائم لنزوات الرجل فكانت هي المتضرر الأول من العنف والإرهاب الذي تعرض ويتعرض له بلدنا ولا تزال ألاف النساء وخاصة الايزيديات اللواتي اختطفن ولا يعرف مصيرهن بعد.
وما زالت المرأة العراقية تعاني من رواسب الفكر ألظلامي المتخلف ومن الأفكار البالية والتي عفا عليها الزمن والتي من مخاضها سيطرة بما يسمى الدولة الإسلامية ( داعش) على مناطق واسعة من العراق وانتشار قيمه المسمومة ضد المرأة ودورها. والمرأة العراقية هي أيضا ضحية للصراعات السياسية بين القوى المتنفذة والتي يراد منها التحكم بمصير شعبنا ونساءنا وجرهم إلى الوراء بعيدا عن مقومات الدولة المدنية الديمقراطية العصرية، إلا أن النساء العراقيات بنضالهن المستمر وتضحياتهن اثبتن شجاعتهن في الكثير من المواقف دفاعا عن حقوقهن وساهمن في مسيرة النضال الطويلة التي خاضها شعبنا في مواجهة الأنظمة الديكتاتورية، ومشاركة المرأة العراقية في انتفاضة تشرين الباسلة لسنة 2019 ودورها المشرف والتي برزت الوجه المشرق لها ودورها في رسم مستقبل بلادنا والذي تجسد أيضا بفوز عدد كبير من النساء في الانتخابات النيابية الأخيرة فوق الحصة المقررة لها والذي يعكس تنامي مطرد لمكانة المرأة في المجتمع العراقي.
يضع التيار الديمقراطي على الدوام قضية المرأة العراقية في سلم أولوياته النضالية وهي أحد ما يتميز به التيار ومكوناته عن غيره من القوى السياسية الأخرى فهو الداعم الأساسي بخصوص مساواتها مع الرجل في فرص العمل والأجور وكذلك المناصب العامة وبما يتناسب مع حضورها العددي المتصاعد في مؤسسات الدولة والقطاعات الأخرى، ونطالب أن يكون حضورها في السلطة التنفيذية كما هو في السلطة التشريعية والتي ثبتها الدستور بربع مقاعد مجلس النواب، ونطالب أيضا أن يكون لها نفس الحضور في السلطة القضائية والتي نرى الخلل الواضح في تركيبة هياكل هذه السلطة على حساب حضور المرأة، وان نسعى وبالتعاون والتنسيق مع المنظمات النسوية وكل المؤسسات التي تعنى بشؤون المرأة بإعادة النظر في العديد من القوانين التي تنتقص من حقوق المرأة، وتتوافق مع المواثيق والاتفاقيات الدولية.
ومن هذا المنطلق يعمل التيار الديمقراطي على ان يكون حضور المرأة مؤثر وفاعل في عمله من خلال وجود الكوتا في اللجان القيادية وكذلك في التنسيقيات ونعمل على ان يكون النائب لكل مسؤول امرأة، وهذا ما قام به المكتب التنفيذي عند انتخاب نائب المنسق العام للتيار الديمقراطي في اجتماعه الأخير.
تحية للمرأة في كل بقاع العالم
تحية لكل رائدات الحركة النسوية العراقية
تحية للمرأة الديمقراطية العراقية
المكتب التنفيذي للتيار الديمقراطي
7 آذار 2022